الأربعاء، 7 يناير 2015

#ميكروباص

لا أخفى طموحى منذ طفولتى فى أن أصبح سائقا لإحدى الميكروباصات، وهو العمل الخارق الذى لايسهل على أى شخص القيام به .
ففيه شعور بالسلطة على الراكبين، والقوة والتفوق على قائدى السيارات من حولك، والحرية بفعل مايروقك فى أى زمان ومكان.
مزايا لن تتوافر فى أعتى الوظائف والمناصب .. قد تمثل منتهى الطموح البشري، سلطات لايحصل عليها الرؤساء أنفسهم .
ملوك الأسفلت ظاهرة تستحق الدراسة . بإمكانك أن تضع كل فئات المجتمع فى كفة، وتلك الطائفة فى كفة أخرى.
ستجد لديهم العمق الفلسفى المتضح فى العبارات المكتوبة على مركباتهم، والتى غالبا ماتكون كناية عن كمّ المعاناة المجتمعية، وانحدار أخلاق البشر.
فتصادف سائقا أرّقته خيانة الأصدقاء ليكتب : بختى مال من كتر الصحاب الشمال، وآخر ذهبت به الظروف إلى ما لم يرغبه يوما فيعبر : بنعيش نتمنى نروح سكة، وسكك مختلفة بتتراح (وتستخدمها الطبقة الراقية من السائقين) .
وتنعكس آلامهم ألحانا تصدرها سماعاتهم الضخمة، ليتجلى الشجن فى أبهى صوره ممتزجا بصوت مصطفى كامل وطارق الشيخ وسمسم شهاب .
قد يستفزك غرورهم وكبرياؤهم، ولكن لمَ التعجب ؟! فهم عفاريت الأسفلت.

الخميس، 1 يناير 2015

.......

ماذا ستجنِ من سعادتك الأبدية ؟ عندما تنعم بكامل اللذات، ولايتبقَ لك شئ تسعي فى طلبه، لمَ ستحيا حينها ؟ إذا حصلت على الحياة المستقرة، والهناء المطلق .
للكد والاجتهاد أهمية كبري. ولنيل شئ لم تتوقع قدومه، لذة خاصة، فما قيمة الشئ إذا ظفرت به فور تمنيته؟ 
وللمثابرة فى طلب المرجو، وتكرار السقوط، واليأس الذى ينعكس بعدها أمل، قيمة خاصة فى نفس الشخص.. شعورك بمقدرتك، واختراقك الصعاب، لتظفر بالهدف فى النهاية، لا يضاهيه شعور .
فى تذبذب علاقتك بربك.. ابتعادك ثم اقترابك وإيمانك عن يقين، عندما تدعُ الله بتحقيق مرادك، ويُلبي رجاءك رغم انقطاعك عن عبادته، ستعلم حينها مقدار حبه لك، ستقترب منه حبا وليس أداءا للواجب الديني الملزم بإتيانه .
إذا بلغ أى حدث أو شئ منتهاه وكماله، سيفقد قيمته حقا، فلاتحبطك المتاعب. مهما بلغت، فإنك أقوي، إنك من تسبب المتاعب، وبالتأكيد ستصبح الأقدر على حلها، ولاتبحث عن السعادة المطلقة، فإنها لن تأتِ ...