السبت، 18 أبريل 2015

 الغرور دائما بيؤدي بصاحبه للنهاية، والهوي لما بيتغلب علي العقل بيساعد في ده، ولما تبقي عارف الصح من الغلط لكن تعمل الغلط عشان قلبك عايز كده يبقي لازم تراجع نفسك. في دعاء"اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه" واللي البعض نسبه لعمر بن الخطاب، إشارة لتغلب المزاج علي المنطق، فممكن تبقي عارف الحق والباطل، لكن تجتنب الأول وتتمسك بالتاني، عشان برضه تثبت لنفسك أنك صح من الأول. دايما بتحس أن فيه صراع بين القلب والعقل وأنت في النص مش عارف تصدق مين، والعقل ف الغالب بيبقي الصح، لكن لو فكرت بعقلك بس-زي مابيقولوا دايما-، ولغيت قلبك، هتفقد انسانيتك، واعتقد أن الحل في الموازنة بينهم،لكن ده يتحقق ازاي ؟! هبقي أفكر وأكتب المرة الجاية.

الأحد، 29 مارس 2015

أحسد حارة نجيب محفوظ كثيرا ، قادرة على النسيان بيُسر .. ليتني مثلها، سأعتبرها مزية حينها وليست آفة

الخميس، 12 فبراير 2015

ما بنفس كاتب

من أنا ؟ أنا الكاتب الذى لا عمل له سوى نقد ما لايروقه، والثناء على مايراه إيجابيا، مهاجمة هذا الشخص، ومدح ذاك، المطالبة بتحقيق المطلب الفلانى، ومهاجمة مطلب آخر بضراوة.
لاأعلم لمن أكتب؟ هل يقرأ لى أحدهم ويرانى مثالا حسنا لما يجب أن يكون عليه الكاتب؟ وهل يسُبَّني آخر لما لى من آراء مخالفة لقناعاته؟ أم تذهب كتاباتى سُدىً لايلق لها أحد بالا؟
يقول الكاتب التشيكي فرانس كافكا :"الكتابة انفتاح جرح ما". فالكتابة  ماهى إلا صفحات بيضاء أملؤها حروفا ممتزجة بشعورى، لأكتب عند اغتباطي وحزنى، فى صفاء ذهنى أو تكدُّره، أكتب لأخاطب من يصعب الحديث إليه فى الواقع الفعلى، فقد أصنع لنفسي حوارا مفتعلا مع شخص أمقته ولا أستطيع مواجهته بذلك لأى سبب كان، وقد أبدى إعجابي بآخر منعتى الظروف من التصريح له بما أكنّه.
أستطيع بضغطة على سن قلمي أن أبدل الأحوال، وأغير الاتجاهات، فأصرف البعض عن الثناء على شئ ما، إلى لعنه والإعجاب بشئ آخر.
قد ترانى مبحر ثقافيا لمجرد استخدامى بضع ألفاظ لغوية مضخمة تثير إعجابك، فى حين أن مخزونى الفكرى نابع من سماعى لتلك الجماليات اللغوية من بعض الأفواه، وقد لم أكن قرأت فى حياتى سوى بضع روايات لهؤلاء المتباهين بالكلمات.
قد أشكل الخطر الأكبر على ذهنك إذا سلّمت بما أقوله كحقيقة بديهية، ولهذا فعليك إعمال العقل قبل أن تملاؤه بترهاتى، حتى لاتصبح مثلى مثقف ظاهريا، خاوى الفكر داخليا.

الأربعاء، 7 يناير 2015

#ميكروباص

لا أخفى طموحى منذ طفولتى فى أن أصبح سائقا لإحدى الميكروباصات، وهو العمل الخارق الذى لايسهل على أى شخص القيام به .
ففيه شعور بالسلطة على الراكبين، والقوة والتفوق على قائدى السيارات من حولك، والحرية بفعل مايروقك فى أى زمان ومكان.
مزايا لن تتوافر فى أعتى الوظائف والمناصب .. قد تمثل منتهى الطموح البشري، سلطات لايحصل عليها الرؤساء أنفسهم .
ملوك الأسفلت ظاهرة تستحق الدراسة . بإمكانك أن تضع كل فئات المجتمع فى كفة، وتلك الطائفة فى كفة أخرى.
ستجد لديهم العمق الفلسفى المتضح فى العبارات المكتوبة على مركباتهم، والتى غالبا ماتكون كناية عن كمّ المعاناة المجتمعية، وانحدار أخلاق البشر.
فتصادف سائقا أرّقته خيانة الأصدقاء ليكتب : بختى مال من كتر الصحاب الشمال، وآخر ذهبت به الظروف إلى ما لم يرغبه يوما فيعبر : بنعيش نتمنى نروح سكة، وسكك مختلفة بتتراح (وتستخدمها الطبقة الراقية من السائقين) .
وتنعكس آلامهم ألحانا تصدرها سماعاتهم الضخمة، ليتجلى الشجن فى أبهى صوره ممتزجا بصوت مصطفى كامل وطارق الشيخ وسمسم شهاب .
قد يستفزك غرورهم وكبرياؤهم، ولكن لمَ التعجب ؟! فهم عفاريت الأسفلت.

الخميس، 1 يناير 2015

.......

ماذا ستجنِ من سعادتك الأبدية ؟ عندما تنعم بكامل اللذات، ولايتبقَ لك شئ تسعي فى طلبه، لمَ ستحيا حينها ؟ إذا حصلت على الحياة المستقرة، والهناء المطلق .
للكد والاجتهاد أهمية كبري. ولنيل شئ لم تتوقع قدومه، لذة خاصة، فما قيمة الشئ إذا ظفرت به فور تمنيته؟ 
وللمثابرة فى طلب المرجو، وتكرار السقوط، واليأس الذى ينعكس بعدها أمل، قيمة خاصة فى نفس الشخص.. شعورك بمقدرتك، واختراقك الصعاب، لتظفر بالهدف فى النهاية، لا يضاهيه شعور .
فى تذبذب علاقتك بربك.. ابتعادك ثم اقترابك وإيمانك عن يقين، عندما تدعُ الله بتحقيق مرادك، ويُلبي رجاءك رغم انقطاعك عن عبادته، ستعلم حينها مقدار حبه لك، ستقترب منه حبا وليس أداءا للواجب الديني الملزم بإتيانه .
إذا بلغ أى حدث أو شئ منتهاه وكماله، سيفقد قيمته حقا، فلاتحبطك المتاعب. مهما بلغت، فإنك أقوي، إنك من تسبب المتاعب، وبالتأكيد ستصبح الأقدر على حلها، ولاتبحث عن السعادة المطلقة، فإنها لن تأتِ ... 

الخميس، 18 ديسمبر 2014

أرشيف

أوشكت على إتمام عامى الستين فى هذا الكون ، أكانت حياتى بائسة أم سعيدة ؟ كانت مزيجا بين هذا وذاك ، لكن الجزء البائس طغى على السعيد حتى نسيت معنى ومسببات السعادة ، أفنيت حياتى فى هذا المكان الخانق الذى لايدخله نور ، أزيل الغبار القابع على تلك الكتل الورقية التى نادرا مايرجع إليها أحد من العاملين ، ألبي احتياجاتهم من المأكولات والمشروبات ، أضعت الساعات والأيام والسنين فى هذه الترهات ، ظننت فى بداية عملى فى أرشيف تلك الصحيفة بأنها وظيفة ذات أهمية عظمى ، فهى مخزن المعلومات والأسرار للمؤسسة ، هى الكنز العلمى الذى لايقدر بثمن ، أو هكذا أقنعونى ، وكنت ساذجا لأقصى الدرجات فى الإيمان بحديثهم ، وكيف لا أكون ساذجا ؟ فأنا عديم الثقافة خريج المعهد الصناعى ، الذى يتساوى مع الأمىّ ( فى وطننا ) ، تشبثت بأول فرصة للعمل ، حتى أستطع التقدم لخطبة الفتاة التى أحببتها مذ رأيتها للمرة الأولى فى المعهد ، وأشهد الله بأنها كانت العامل الأساسي فى الجزء السعيد من حياتى ، لكنها كانت كذلك العامل الأكبر فى تعاستي عندما تركتني وحيدا ورحلت نتيجة إصابتها بمرض لعين ، ذهبت منذ مايقارب الثلاثة أعوام ، لم يرزقنا الله بأبناء ، وأحمده كثيرا على ذلك ، فمرتبي كان بالكاد يكفيني وزوجتي ، ماذا كنت سأفعل إذا مرضوا ؟ إذا طلبوا شيئا لابد منه ؟ كيف كنت سأعلّمهم ؟
استفاق الرجل من غفلته المؤقتة التى تذكر فيها أبرز لقطات حياته ، عدّل من جلسته على أرضية المكان الذى أعطاه كل مايملك وهو عُمره ، وها قد أوشكت النهاية ، يتبقى له عام واحد على الإحالة للمعاش ، لكنه لن يكمله .
فليلعن الله تلك الاقتصاديات الرأسمالية التى تحطّم البشر قبل المؤسسات ، فببضع ملايين من الجنيهات يمكن شراء وطن من خلال السيطرة على مؤسساته ومبانيه ، كيف يمكن للمسئولين بيع مبني عريق كمبنى هذه الصحيفة وتسريح العاملين به دون مقابل ؟ تلك الصحيفة الشاهدة على تاريخ مصر الحديث التى لطالما قاومت النظم المستبدة ، وساهمت فى طرد الاستعمار . أهو الاستعمار مرة أخرى ؟ ولكن فى شكله الاقتصادى ؟!
 يقومون بإغلاق الصحيفة مقابل حفنة ملايين من الجنيهات نظير بيع مبناها المطل على نهر النيل تمهيدا لتحويله إلى فندق من فئة الخمس نجوم ، مبررين ذلك بتوقف الصحيفة عن الصدور ورقيا وتوقف الناس عن شرائها ، وعدم القدرة على دفع مرتبات العاملين بها .
تم تجريد المكان من كافة محتوياته ، ويجري الإعداد لهدمه تدريجيا ، يفترض بي أن أنهض وأنفض عني أحلامي ، وأذهب إلى منزلي فى الحى العشوائي الفلاني ، لأكمل طريق تعاستي .
ماذا عساى أن أفعل ؟ لمن أذهب ؟ لمن أكمل الحياة ؟ لماذا تجلّدت طوال الثلاث سنوات الأتعس بحياتي ؟ لا أهل ، لا هدف ، لا داع للعيش ، "لا ، لن أذهب ، سأظل فى المبني حتى يُهدم ، سأشهد على انهيار المبني ، وانهيار التاريخ ، وحياتى " .
صعد الرجل الستيني إلى قمة المبني ، ألقى نظرة أخيرة على منظر النيل المبهج ، لم يكن له فى ذلك الكون سواه وزوجته ، يشكو إليهم آلامه ، يخبرهم فى نهاية يومه بما أسعده ، وما أحزنه ، بأحلامه ، بما عاش لأجله ، وتمنى تطويره . وأسفل العقار وجد معدات الهدم تستعد لبدء عملها . "أشرفت على لقاء ربي ، أتمنى أن يغفر لي ، وألا يعتبر ما سأفعله انتحارا ، وأن أري زوجتى على خير ، فاللهم أبدلنا تعاستنا فى الدنيا سعادة فى الآخرة " ..........

الأحد، 14 ديسمبر 2014

ميكروفون


(ستجد حتما أن أقصى لحظات الإنسان سعادة تلك التى يتمكن فيها من التأثير على المتلقّين بفكره ، ويكوّن أتباعا ومعجبين قد يصلوا من الاقتناع به لحد التسليم بما يتحدث به كيقينيات وبدبهيات ) .
فللإمساك بالميكروفون وَقع غريب على النفس . تلك القطعة المعدنية الصغيرة التى تؤدّى لإنصات جَمع من البشر إليك ، شعورك بالقوة ، الثقة بالنفس ، النفوذ ، القدرة على التأثير . تُتابع تعبيرات وانفعالات الجمهور ، تشعر بوصول ماتعنيه إليهم .
(مقياس نجاح البشر هو العنصر البشري ، من تُقدّم لهم رسالتك ، لولاهم لصارت أفكارك بلا قيمة ) .
فى أحيان كثيرة ، يتحول الفرد بفضل مريديه إلى شخص آخر ، أكثر غطرسة وحبا للنفس ، يظن أن بإمكانه فعل مايروقه خطئا كان أم صواب ، فدراويشه سيواجهون بضراوة من يعارضه دون نقاش .
فكم من شخص تحول إلى فرعون ومن حوله هامانه وأتباعه جراء الذكاء فى استخدام الميكروفون ، ولكن موسي سيظهر حتما ، عاجلا كان أم آجلا .

فلتتوخًّ الحذر يا صاحب ال(ميكروفون) .......